AR
  • English
  • Türkçe
  • العربية
  • українська
  • Deutsch
  • русский язык
  • español, castellano
  • Français
  • فارسی
  • 中文 (Zhōngwén), 汉语, 漢語
  • انظر

    غازي عنتاب

    إنها مدينة تاريخية عريقة بتاريخها الثقافي والديني والغذائي الذي يمتد إلى ستة آلاف عام. وموقعها الذي يقع عند تقاطع طرق التجارة والحضارات جعلها متميزة بثرواتها التاريخية المتراكمة على مر العصور.

    كانت هذه الأراضي مأوى للعديد من المدن والدول الهامة، واحتضنت أيضاً أنواعاً لا حصر لها من المعتقدات؛ من العبادات الوثنية إلى الديانات التوحيدية. وحينما تضع كل حضارة إرثها الثقافي على إرث الحضارة التي سبقتها، تماماً مثل طبقات رقائق العجين التي تشكل البقلاوة؛ ينتج أمامنا مذاق تاريخي رائع. وتقوم الفسيفساء والمنحوتات والنقوش على أيدي الحرفيين في هذه المنطقة بإبراز هذا المذاق الرائع للعيان.

    وإلى جانب هذا الظاهر المشهود؛ اهتم أهل عنتاب أيضاً بما تحت الأرض. فأنشأوا معبد ميتراس، وهو أكبر معبد يقع تحت الأرض في العالم، وشبكة نظام نادرة للمياه الجوفية في العالم كحل لمشاكل المنطقة.

    فإن كان ينتابكم الفضول عن كنوز عنتاب المرئية والخفية، فتعالوا واكتشفوا هذه المدينة الغامضة.

    مدينة زَيوغما القديمة

    أصبحت زَيوغما مركزاً جذاباً باعتبارها واحدة من كبرى المدن وأكثرها اكتظاظاً بالسكان، وذلك بمنازلها المطلة على نهر الفرات وتجارة النهر القديمة ونشاطها الاجتماعي. قام التجار والقادة والأثرياء المستقرون في زَيوغما بإنشاء العديد من الفيلات على تراسات مطلة؛ واستخدم كبار الفنانين الأحجار الملونة التي استخرجوها من نهر الفرات، وزينوا بها أرضيات هذه الفيلات بالفسيفساء التي تحتوي على موضوعات أسطورية وأشكال هندسية، وزينوا الجدران بفن الفريسكو (التصوير الجصي).

    على عكس المدن الأخرى، كان الحجر الجيري المُستخرج من المحاجر القريبة جداً من المدينة، يستخدم في الأعمال التي كانت تتم في زَيوغما، ومن الملفت للانتباه أن العناصر المعمارية التي تم الحصول عليها صُنعت في هذه المنطقة. ولهذا السبب كانت الموارد المستوردة مستخدمةً بشكل محدود للغاية في زَيوغما.

    وقد جذبت زَيوغما انتباه العالم بالفسيفساء الفريدة التي عُثر عليها هنا وهناك، على أرضية حمام سباحة أو صالة طعام، والتي تجسد الآلهة اليونانية الأسطورية، وبالفريسكو (التصوير الجصي) على جدران المنازل والكثير من الطوابع الواقعة في المدن القديمة بالعالم (ما يقرب من 100 ألف طبعة أختام أو طوابع).

    وعند الفراغ من عمليات التنقيب في قسم كبير من الفيلات الفسيفسائية في المدينة، تم نقل الأعمال المستخلصة إلى متحف زَيوغما للفسيفساء؛ وبقي ما لم يتم إنقاذه تحت مياه سد بيرَجيك. والفيلات الواقعة في الجزء الأعلى قليلاً بالمدينة وضِعت تحت الحماية وتم فتحها للزوار. وتستمر عمليات التنقيب الأثرية في المدينة.

    متحف زَيوغما للفسيفساء

    يتميز متحف زَيوغما للفسيفساء بأنه أحد أكبر متاحف الفسيفساء في العالم، ويتمتع بمجموعة فسيفساء غنية كثيراً من حيث تنوع الموضوع والألوان. ويُعد مثيراً الانتباه بزيادة عدد فصوص الفسيفساء المنتظمة (أو tessera الاسم الذي يطلق على الفص الواحد في الفسيفساء المنتظمة) المرسومة على المتر المربع في إطار ما يقرب من 3000 متر مربع من الفسيفساء المعروضة. وقيام فن العمارة في تلك الفترة الذي يتمتع بتصاميم ثلاثية الأبعاد وتقنيات عالية المستوى، نقل أساليب الحياة، ومواضيع مختلفة للنباتات والحيوانات عبر هذه الفسيفسائيات بشكل غني؛ جعل زَيوغيا من أهم المتاحف عالمياً.

    وقد تمركزت الأعمال الأثرية الموجودة بالمتحف وفقاً لموقعها في مدينة زَيوغما القديمة، لتناسب كل منها الهندسة المعمارية للبيئة التي سجلت معتقدات الأشخاص الذين عاشوا بالمدينة في تلك الفترة، وثقافتهم وحياتهم اليومية. بينما تقع الفسيفسائيات التي وجدت في أقرب موقعٍ من نهر الفرات عند مدخل المتحف، فقد وضعت الفسيفسائيات التي ترتفع تجاه شرفات المدينة في المتحف بالترتيب، ويُعرض في الطابق الثاني الفسيفسائيات المنطقة المتبقية اليوم فوق أو أسفل مستوى المياه. وفسيفسائيات الحمام الروماني المعروض في الطابق السفلي، ما هي إلا فسيفسائيات خارجة مباشرة من أسفل السد الرئيسي. سيرى الزوار فن عمارة الحمام الذي يقع في الجزء السفلى من مدينة زَيوغما القديمة، وفسيفسائيته في الجزء السفلي من متحف زَيوغما للفسيفسائيات.

    ويُعد تمثال إله الحرب مارس (المريخ) (آريز) المصنوع من البرونز أحد أكثر القطع الأثرية الجذابة في متحف زَيوغما للفسيفساء. كما أنه يُعرض هنا "فسيفساء الفتاة الغجرية" الشهيرة عالمياً (وفي الحقيقة يُعتقد أنها مَناد - جنية آلهة الشراب في الميثولوجيا اليونانية).

    متحف زَيوغما للفسيفساء، ليس فقط مجمعاً تُعرض فيه الفسيفسائيات وتُعقد المؤتمرات، ولكنه أيضاً معهد هام للفسيفساء، حيث توجد فيه الورشات ومكاتب العمل والمستودعات الواسعة والمختبرات المجهزة لخدمة كل أنواع الترميم والصيانة.

    متحف الآثار

    أنشأت صباحات غوغوش، إحدى أوائل عالمات الآثار في عصر الجمهورية، متحف الآثار بغازي عنتاب، ويتمتع هذا المتحف بمجموعة غنية وجذابة. يأخذ المتحف الزوار لرحلة تاريخية من الماضي إلى الحاضر مع وحدات عرض من العصر الحجري القديم السفلي وحتى وقتنا الحاضر. تبدأ صالات العرض الموجودة داخل 106 نافذة عرض في المتحف بأحافير وصخور للفترة الجيولوجية، وتنتهي بأعمال تعود إلى العصر الحجري القديم، والعصر الحجري الحديث، والعصر النحاسي، والعصور البرونزية، والعصر الحثي، والعصر الحوري، والعصر الفارسي، والعصر اليوناني، والعصر الروماني، وروما الشرقية والعصر الإسلامي والعثماني.

    متحف الهواء الطلق في يَسَمَك

    عُرفت يَسَمَك بين القرنين الرابع عشر والسابع قبل الميلاد بأنها أكبر منجم حجري وورشة عمل لنحت تماثيل في الشرق الأوسط. وافتتحت الورشة التي عمل فيها الحوريون، وهم الشعب المحلي، للعمل في عصر الملك الحثي الأول شوببيلولوما، في النصف الثاني من الألفية الثانية قبل الميلاد، أثناء خضوع المنطقة للحكم الحثي. والورشة التي توقفت مؤقتاً عن القيام بأنشطتها أثناء هجرة شعوب البحر عام 1200 قبل الميلاد، بدأت العمل مرة أخرى اعتباراً من القرن التاسع قبل الميلاد، واكتسبت أهمية بعناصر فنية في العصر الحديث وخصوصاً الحيثيين والسوريين والآراميين والأشوريين. وشكل هذا الطراز المعروف باسم الاستشراق جوهر الفن اليوناني، حيث أثر على ثقافات إيجة التي بدأت تتطور في الغرب.

    * أنهى الآشوريون أنشطة الورشة في نهايات القرن السابع قبل الميلاد، وأرسلوا الحرفيين إلى آشور. ومنذ ذلك الحين بقي كل شيء في الورشة التي غادرها الحرفيون كما هو، وتوقف الوقت عملياً بالنسبة ليَسَمَك.

    يمكن رؤية منجم يَسَمَك الحجري وورشة النحت، التي تم إنشائهما على مساحة 110 دونم، ومن المفهوم أن العمل يجري بتنظيم كبير بدءاً من قطع الأحجار من منجمها، وتحضير الرسوم التخطيطية للهياكل، ولكل منها نماذج ومراحل حتى اكتمالها. يُعد منجم يَسَمَك الحجري والورشة اللذان استمرا في العمل حوالي 500 عامٍ، مهمان من حيث كونهما النموذج الوحيد الذي وصل إلى يومنا. في هذه الورشة التي تُعد مدرسة نحت ليس لها مثيل في العالم، في البداية يتم تحديد حدود الكتلة الصخرية، ثم يتم فتح ثقوب أو قنوات منتظمة عند حدودها السطحية، ثم يتم دق جذوع الأشجار الجافة، ثم يتم ترطيب هذه الأشجار الجافة فتتمدد، وتتشقق حدود الكتلة الصخرية، ويجري انتزاعها من مكانها. تم إنزال كتل البازلت التي تم الحصول عليها إلى منطقة العمل أدناه بزلاجات خشبية، ونقلها إلى مكان عرض الرسوم التخطيطية للمنحوتات. وتجري صناعة المنحوتات الرقيقة أخيرا في مدن حيثية مثل زنجِرلي وصَكْجَه غوزو. ورغم التطور التكنولوجي والفني الحالي، لم يكن يمكن الوصول إلى ورشة تغطي مساحة كبيرة بهذا الحجم، ولا إعداد عدد كبير من النحاتين يعملون في مثل هذه الورشات التي كانت قائمة في تلك الفترة. وهذا الوضع يشير إلى الأهمية الكبرى التي توليها المجتمعات البشرية التي كانت تعيش هنا في تلك الفترة، بالفن.

    في متحف الهواء الطلق الذي يعرض فيه بانتظام ما يزيد عن 500 هيكل ومنحوتة صخرية؛ تشكل هياكل أسود البوابات التي تعتبر حراس أبواب المدن الحثية الغالبية العظمى من تلك الهياكل والمنحوتات المستخرجة من تحت الأرض. تمثال أبو الهول الضخم (أسد مجنح برأس أنثى)، الرجل الدب، عربة الحرب، رجال الجبل، ومشاهد الصيد؛ هي أعمال أثرية مهمة أخرى في الورشة.

    مدينة كاركاميش القديمة

    تاريخ الإمبراطورية الحثية قبل الميلاد. تُعد مملكة كاركاميش أقوى الممالك الحيثية المتأخرة، حيث تم إنشاؤها في بداية القرن الثاني عشر قبل الميلاد واستمرت 300 عامٍ، وشهدت انهيار الإمبراطورية الحيثية. وقعت كاركاميش تحت تأثير الحيثيين الذين استولوا على جزء كبير من حلب وسوريا في النصف الثاني من القرن السابع عشر قبل الميلاد. تاريخ الإمبراطورية الحثية قبل الميلاد. وأصبحت كاركاميش أحد أقوى الممالك المستقلة بالمنطقة، بعد انهيارها في حوالي عام 1195 قبل الميلاد، وقام الملك الآشوري الثاني سارجون بتدمير المدينة عام 717 قبل الميلاد. واستمر الاستيطان في المدينة في العصر الهلنستي والروماني، ثم لم تلبث أن فقدت أهميتها سريعاً وتم هجرها.

    ونتيجة لعمليات التنقيب التي حدثت، فقد تم العثور على العديد من النقوش الهيروغليفية التي تعود للألفية الأولى قبل الميلاد، وألواح طينية، ونقوش نافرة لأسد يمشي، وثور مجنح ومعز مجنحة، وأرضيات فسيفساء. النقوش النافرة البارزة الموجودة هنا، والتي يعود في معظمها إلى العصر الحيثي المتأخر، وصور الإلهة كوبابا والطقوس المقامة من أجلها، ويشترك فيها الجنود والرهبان وأشخاص يحملون حيوانات مختلفة وأمراء مسلحين بسيوف طويلة ومستقيمة وعربات القتال ومخلوقات متنوعة وحيوانات حراسة؛ كل ذلك يسلط الضوء على نمط الحياة والملابس والثقافة السائدة في بداية الألفية الأولى قبل الميلاد. وتُعرض اليوم معظم نقوش كاركاميش النافرة في متحف غازي عنتاب للآثار ومتحف حضارات الأناضول بأنقرة. سيتم افتتاح مدينة كاركاميش القديمة قريباً للزيارة باعتبارها "حديقة أثرية".

    مدينة دولوك القديمة ومعبد ميتراس

    تقع دولوك، أول مستوطنة معروفة يعود تاريخها إلى ما قبل 600 ألف عامٍ، على مساحتين مختلفتين؛ ألا وهما "المدينة القديمة" و "المنطقة المقدسة". المستوطنة القديمة مطمورة تحت التراب في تل كَبَر بجوار شمال قرية دولوك، والمناطق المحيطة به. والمنطقة المقدسة تقع على بعد حوالي ثلاثة كيلومترات شمال قرية دولوك في تل دولوك بابا.

    وفي عمليات التنقيب التي تمت في تل كَبَر بدولوك؛ تم العثور على آلات الصوان التي تعود للعصر الحجري القديم السفلي، وورشات العمل التي صُنعت فيها هذه الآلات، وكهف شرقلي المستخدم كمأوى. ونتيجة لهذه الاكتشافات، يمكن اعتبار دولوك واحدة من أقدم أماكن الاستيطان في العالم.

    تُعد دولوك مكاناً هاماً للغاية من حيث تاريخ المدينة والأديان. حيث كانت دولوك في عهدها مركزاً لمعتقدات تيشوب وزيوس وجوبيتر دوليشينوس. كما أن دولوك كانت تضم عبادة ميثرا، وتمتاز بشهرة تتخطى حدود كوماجين باعتبارها الموطن الأم للإله الروماني جوبيتر دوليشينوس.

    يُعد معبد ميتراس بدولوك من أكبر معابد ميتراس الواقعة في باطن الأرض في الأناضول.

    وفي مدينة دولوك، عدد كبير من المقابر الصخرية. ويقع داخل المقابر توابيت مزخرفة بنقوش دينية وأسطورية.

    وقد حافظت مدينة دولوك على مكانتها كمدينة مقدسة بعد الحيثيين بلقب رئاسة الأساقفة في العصر البيزنطي. ومع انتقال رئاسة الأساقفة إلى زَيوغما في القرن السابع الميلادي فقدت موقعها كمركز ديني.

    تتيح مدينة دولوك القديمة المعروفة حالياً بقرية دولوك لزوارها فرصة القيام بجولة ممتعة، يتمكنون خلالها برؤية مظاهر الجمال الطبيعة والمعمارية؛ حيث تتمتع بمنازل مصنوعة من الأحجار المقطوعة التقليدية ومسجد تاريخي ومقابر صخرية وكنائس.

    تلة تيلمَن الأثرية

    نتيجة عمليات التنقيب التي أجريت منذ عام 2003 في تيلمَن، أحد أروع المدن الحثية بعد مدينة خاتوشا بالأناضول؛ فقد أصبح هذا المكان حديقة أثرية. وتبين الاكتشافات العائدة للتل الترابط والعلاقة المتبادلة بين ثقافات بلاد الرافدين القديمة وسوريا مع ثقافات الأناضول. نتيجة عمليات التنقيب التي أجريت هنا؛ من الواضح أن هذا المكان مدينة تعود بتاريخها إلى أربعة آلاف عام قبل الميلاد، وأصبحت مدينة كبرى في الفترة الأخيرة من الألفية الثالثة قبل الميلاد. ويقع في الجزء الشمالي الشرقي من التل أبراج دائرية ذات 17 درجة، ويبلغ ارتفاعها ثمانية أمتار، ويتم الصعود إليها عن طريق منحدر. ترتفع القلعة المحمية بسورين من الأحجار الضخمة التي تزن بالأطنان، وتكشف عظمة المدينة في تلك الفترة. والبوابة الأساسية لدخول المدينة تقع في الشرق، وتحميها من الجانبين أسود البوابات.

    قلعة غازي عنتاب

    تُعد قلعة غازي عنتاب إحدى أجمل نماذج القلاع التي حافت على وجودها في تركيا، وتتربع على قمة تلة في مركز المدينة. لا توجد أي معلومات قاطعة حول من بني قلعة غازي عنتاب ومتى!. والمعلوم عن القلعة أنها مبنية على هضبة تمتد في تاريخها إلى العصر النحاسي وإلى ما قبل ستة آلاف عام، وأنه كانت مدينة صغيرة تسمى "ذيبان" تقع في القلعة ومحيطها في القرن الثاني إلى الثالث بعد الميلاد. وقد بينت عمليات التنقيب الأثرية في المنطقة أن القلعة بنيت في هذه الفترة لتكون برجاً رومانياً للمراقبة، وتوسعت بمرور الزمن. واتخذت شكلها الحالي في عصر الإمبراطور البيزنطي جستنيان المعروف بأنه مهندس قلاع، في القرن السادس بعد الميلاد.

    وتم اكتشاف مسجدٍ وحمامٍ يعودان للعصر العثماني نتيجة عمليات التنقيب التي أجراها متحف غازي عنتاب للآثار. ومعرض القلعة يُستخدم اليوم باعتباره متحف غازي عنتاب للدفاع وبانوراما البطولة.

    مسجد الاستقلال (قورتولوش)

    تم تصميمه (ككنيسة) على يد معماري القصر العثماني سركيس باليان، وشيده الحجار سركيس تاجيان عام 1892. ونجح المبني الذي تم بناءه على شكل الكنيسة الرسولية الأرمنية في دمج العمارة الحجرية لمنطقة عنتاب - حلب مع نظام الأضرحة المسقوفة متعددة الزوايا للكنيسة الأرمنية. وقام بصناعة جرس الكنيسة في البرازيل أرمني يعيش في الخارج يدعى هيرانت كوشكَريان.

    وهذا المبنى الذي استُخدم باعتباره سجناً لفترة من الزمن، يقدم خدماته اليوم كأحد أكبر مساجد غازي عنتاب. تم تنظيم برج الجرس القديم كمئذنة وأُنشئت مئذنة إضافية أخرى على المبنى. ويحافظ متحف غازي عنتاب اليوم على الجرس الكنسي الذي تمت صناعته خصيصاً لهذا المبنى في وزن يبلغ ثلاثة أطنان.

    كنيسية العزيز بَدروس

    ظهرت الكنيسة المقدّر بناؤها عام 1723 أثناء أعمال بناء الطرق التابعة للبلدية عام 2005. بنيت الكنيسة في العصر الكاثوليكي للبطريق بَطْرِيَرْك بَدروس كريكور الثامن من الأحجار المقطوعة، ويعمل هذا المبنى المصون جيداً والمزين بالرخام الوردي وأحجار البازلت حالياً كمركز عمر أرسوي الثقافي.

    كنيسة كَندِريلي

    بدأ تشييد الكنيسة عام 1860، ونظراً للصعوبات المادية التي واجهها الأرمن الكاثوليك في غازي عنتاب أثناء بنائها؛ فقد اكتمل تشيدها بدعم الملك الفرنسي نابوليون الثالث والمبشرين الفرنسيين والمجتمع الكاثوليكي. فيما بعد لم تعد الكنيسة صالحة للاستخدام، فتم تنظيم حملة مساعدات على نطاق واسع لإعادة بناء الكنيسة، فتم هدم الكنيسة القديمة، وبدأ إنشاء الكنيسة الحالية عام 1898، واستغرق الأمر عامين، وافتتحت عام 1900 باحتفال كبير. تم تصميم مخطط الكنيسة على غرار كنيسة القديس فرنسيس في روما، حيث تم إرسال خطة الكنيسة من موقع البابا في الفاتيكان. وسيكون اليوم بمثابة معهد الأناضول التركي للآثار.

    الكنيس اليهودي

    ظل الكنيس الذي بُني عام 1886 لعبادة اليهود الذين كانوا يعيشون في غازي عنتاب خلال العصر العثماني؛ متوقفاً (عاطلاً) لفترة زمنية، نتيجة هجرة يهود المنطقة عقب تأسس دولة إسرائيل عام 1948. وتم إعادة إحياء الكنيس نتيجة لأعمال الترميم الحالية، وأصبح الآن مركزاً ثقافياً.

    القساطل (شبكات المياه)

    قام سكان غازي عنتاب التي تبلغ درجة الحرارة بها 40 درجة صيفاً، بجمع المياه إلى مركز محدد (برج الماء – صو بورجو) عن طريق القنوات التي افتتحوها في باطن الأرض تسمى ليواس (مجرى مائي)، وذلك لتمنع تبخر المياه القليلة التي يمتلكونها، وقاموا بتوزيعها من هذا المركز على المدينة. وتم بناء المنازل على المجرى المائي لتلبية احتياجاتها من المياه، ومن داخل هذه المنازل تم حفر آبار على المجاري المائية. واستُخدمت هذه الآبار لتلبية احتياجات المياه ومنع فساد المؤن بسبب حرارة الصيف عن طريق إخفائها في الآبار.

    كما تم إنشاء ثغرات كهفية في نقاط معينة من القنوات التي تمر من تحت الجامع، تسمى القسطل، يمكن النزول إليها بثلاثين إلى أربعين درجة، ويضم مرحاضاً، وحماماً، ومكان استراحة، ووضوء، وغسيل ثياب، وغسيل صوف، وفي بعضها مسجداً ومصلى. حافظت الشبكات على أهميتها إلى أن وصلت مياه الشرب للمنازل بالمعنى الحديث وإنشاء صنابير المياه. وهذه المباني لم تلفت بعد ذلك انتباهاً كثيراً، نظراً لأنها تقع في باطن الأرض كلياً أو جزئياً، ولم تحتل مكانة في مصطلحات تاريخ الفن.

    وأثناء جولتكم في عنتاب، يمكنكم زيارة شبكة مياه بيشيرجي، وهي أقدم شبكة مائية في غازي عنتاب، وقد بناها المماليك في القرن الثالث عشر، ويمكنكم أيضاً رؤية هذه الهياكل المعمارية الفريدة في العالم، والمدرجة في قائمة اليونسكو للتراث العالمي المؤقتة عن كثب.